المذيع: دكتور محمد نحن نتحدث حقيقة عن الانتفاضة وخصصنا الحديث عنها، لكن لا أريد أن أنسى جزئية مهمة في زخم حديثنا عن هذا الموضوع، أن نشير إلى العمل الجماعي أيضاً في فلسطين، هل هناك تنسيق بينكم من أجل التركيز على هذا العمل وعدم إغفاله في زحمة العمل الجهادي والانتفاضة؟
الدكتور: هذه نقطة مهمة في الحقيقة؛ لأن القضية الأساسية أن يتحسس المجاهد هموم الشعب الفلسطيني، ويتحسس آلام الشعب الفلسطيني، ويخدم أبناء الشعب الفلسطيني، حتى يكون محترماً ومقبولاً، فنحن في الجهاد الإسلامي كما أريد أن أوضح الفكرة المأخوذة عنا كأننا مجموعة عسكرية جهادية مقاتلة فقط، وهذه الفكرة عكس الواقع تماماً، ربما نحن الفصيل الوحيد الذي بدأنا مشروعاً سياسياً وفكرياً واجتماعياً قبل أن نطلق النار، أي: بدأنا مثلاً في نهاية السبعينات ومع بداية الثمانينات، وكان كل النشاط للجهاد الإسلامي، كله (100%) من النشاط كان عبارة عن نشاط دعوي ونشاط اجتماعي ونشاط تعليمي ونشاط صحي، وربما نكون أكثر فصيل نشرنا أدبيات، وحتى (1984)م عندما بدأت أول عملية عسكرية، وحتى الآن في هذه الانتفاضة لنا من الجمعيات ومن المؤسسات التعليمية الصحية الكثير التي نخدم فيها أبناء شعبنا، ولذلك نتقدم حتى في استطلاعات الرأي التي تجريها السلطة تقدماً كبيراً لـحركة الجهاد الإسلامي، ربما الآن تضاعف عن الفترة السابقة قبل حوالي مثلاً خمسة أو ستة أشهر.
أي: أصبحت حركة الجهاد الإسلامي ثالث الفصائل الفلسطينية بعد فتح وحماس في استطلاعات الرأي وفي انتخابات المجالس المحلية وفي الجامعات وفي غيرها، ولذلك فصائل المقاومة الفلسطينية وخاصة المقاومة الإسلامية من المفترض أن تعطي اهتماماً كبيراً لخدمة المجتمع الفلسطيني؛ لأنه هو أساس عملنا، وهو الوسط الذي نعيش فيه ونعمل فيه.